الميثاق نت -

الإثنين, 16-يونيو-2025
مبارك حزام العسالي -
في زمن تتفشى فيه حملات الاغتيال المعنوي الممنهج، التي تسعى لتشويه السمعة وتدمير الشخصيات عبر تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب، لم يعد الوعي وحده كافياً؛ بل تتحول كل خطوة واعية نحو الحقيقة إلى فعل مقاومة بحد ذاته؛ مقاومة للظلام الذي يهدف إلى تغييب الوعي وتشويه الرموز.. إنها ليست معركة تُخاض بالأسلحة، بل بالفكر والإصرار على قول الحقيقة في وجه الباطل.

"قوة التحرك الحر في مواجهة الخضوع الجماعي"
عندما يستشري الخضوع الجماعي، ويستسلم الأفراد والجماعات للضغوط، يصبح التحرك الحر والمستقل أكثر من مجرد فعل شجاع؛ يصبح نبوءة بمستقبل مختلف؛ إنه إعلان عن رفض السير ضمن القطيع، وتأكيد على أن الإرادة الحرة لا تزال موجودة وقادرة على تغيير الواقع.. هذا التحرك، حتى وإن بدا فردياً في البداية، يحمل في طياته بذور الثورة، ويلهم الآخرين لتحطيم قيود الخوف والاستسلام.

"الرمز الذي لا يُقهر.. الفكرة الحرة"
ليحاصروا الأجساد ما شاءوا، وليرسموا حولها الدوائر الأمنية والسجون، ولكن الرمز حين يولد في الطريق، فهو لا يُأسَر، الرمز هنا هو الفكرة، هو المبدأ، هو الشعلة التي يوقدها فعل المقاومة والتحرك الحر. هذا الرمز لا يعرف قيود الجغرافيا ولا حواجز الأسلاك الشائكة؛ ينتقل عبر العقول والقلوب، يلامس الوجدان، ويتجذر في ضمير الشعوب؛ لا يمكن حبس الفكرة، ولا يمكن سجن الإلهام، يزداد قوة وانتشاراً كلما حاولوا قمعه، ويصبح أقوى كلما تجسد في أفعال تكسر حاجز الخوف والصمت.

"أهمية الوعي والفكر في المقاومة"
الوعي والفكر هما الأساس لكل مقاومة فعالة؛ عندما يكون الأفراد على وعي بقضاياهم وقادرين على التفكير النقدي، يمكنهم بناء استراتيجيات مقاومة فعالة؛ يسمح الوعي للأفراد بفهم الظلم والتضييق، بينما يمكنهم الفكر من تطوير حلول مبتكرة لمواجهته.

دور الإرادة الحرة في التغيير
الإرادة الحرة هي القوة الدافعة وراء كل تغيير حقيقي؛ عندما يقرر الأفراد أن يتحركوا بحرية ويغيروا الواقع، يمكنهم تحقيق نتائج إيجابية ملموسة.. فالإرادة الحرة تسمح لهم بتجاوز القيود والحواجز التي تضعها السلطة، مهما كانت قوية.

تأثير المقاومة والتضامن على المجتمع
يمكن للمقاومة أن تحدث تأثيراً كبيراً على المجتمع بأسره، عندما يتحرك الأفراد بحرية ويقاومون الظلم، فإنهم يلهمون الآخرين لتحطيم قيود الخوف والاستسلام؛ يمكن للمقاومة أن تؤدي إلى تغييرات إيجابية واسعة النطاق في المجتمع، مثل تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ ولا يمكن إغفال أهمية التضامن كعنصر أساسي في المقاومة الفعالة؛ عندما يتضامن الأفراد والجماعات مع بعضهم البعض، يمكنهم بناء قوة جماعية قادرة على مواجهة الظلم والتضييق، ومشاركة الموارد والمعلومات والخبرات لتحقيق أفضل النتائج.
ختاماً.. إن المقاومة والتحرك الحر هما أدوات قوية في مواجهة الظلم والتضييق؛ عندما يتحرك الأفراد بحرية ويقاومون الظلم، يمكنهم تغيير الواقع وتحقيق نتائج إيجابية.. يظل الوعي والفكر والإرادة الحرة والتضامن عناصر أساسية في المقاومة الفعالة، ومن خلال العمل معاً وبناء قوة جماعية، يمكن للأفراد والجماعات أن يحققوا التغيير الإيجابي المنشود في المجتمع.

"مستقبل المقاومة"
المقاومة ليست مجرد رد فعل على الظلم، بل هي حركة مستمرة في مواجهة الظلم والتضييق، ووسيلة لتشكيل الوعي الجماعي في مواجهة محاولات تشويه الحقيقة؛ المستقبل يفرض على الأفراد والجماعات أن يكونوا أكثر استعداداً لمواجهة التحديات الفكرية والنفسية التي قد تطرأ نتيجة الحملات الممنهجة التي تهدف إلى كسر الروح المعنوية، بل وإلى تدمير فاعلية التفكير النقدي.
إذا استطاع الإنسان أن يحافظ على وعيه ويتحرك بإرادة حرة، فإن مقاومته لن تكون مجرد رد فعل عاطفي، بل ستكون فعلًا مستمراً نحو تحقيق التغيير المنشود، مهما كانت الصعاب، والمستقبل يفرض على الأفراد أن يكونوا رواداً في مجال نشر الوعي الفكري، وأن يكونوا مدافعين عن الحقائق الصامدة التي لا تلوثها الأكاذيب أو محاولات التشويه.
إن المقاومة الحقيقة تتجسد في أن نكون قادرين على تحمل المسؤولية الجماعية والفردية في بناء مجتمع يرفع من قيمة الإنسان، يحترم حقوقه، ويقدر إرادته الحرة؛ في هذا الطريق، ستظل الفكرة الحرة هي الرمز الذي لن ينكسر، بل سيتجدد كلما حاول البعض إخفاءها.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 16-يونيو-2025 الساعة: 02:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67590.htm