عبدالوهاب الشرفي - كمراقبين للأحداث استبعدنا تعرض إيران لضربة من أمريكا و أمريكا لم تتدخل قتاليا حتى الان وكنا نستبعد ضربة من الكيان ايضا ولم يقم احتمال توجيه ضربة لإيران لدينا إلا بعد صدور بيان وكالة الطاقة الذرية . لكن من جانب إيران كان يفترض أنها على اهبة الاستعداد خصوصا من اليومين الماضيين تحديدا ، وحصول كل هذه الضربات داخل ايران دون ان تعمل مضاداتها الجوية هو أمر مستغرب و يحتاج لتفسير وليس ذلك وحسب فالضربات الأولى قد تحمل قدرا من عنصر المباغتة لكن تكرار الضربات دون أن تعمل مضاداتها الجوية ايضا هو أكثر غرابة و يشير الى حالة ارتباك واسعة جدا وعدم قدرة القيادة الايرانية على اتخاذ القرار في ظل هذا الارتباك .
.. الحديث عن المضادات الجوية هو حديث مليء بالاستغراب لكنه ليس حديثا عن كل شيء فلا زال هناك حديث عن قدرة إيران على الرد على الضربات التي تلقتها وهو حديث عن جانبين الأول اتخاذ القرار السياسي و قد اتخذ و القرار العملياتي يبدو انه متأثر بالارتباك الحاصل بقدر لا يمكن تحديده حاليا وسيحتاج لساعات أو يوم الى يومين للحكم عليه ، و الجانب الثاني وهو التنفيذ و الواضح ان الضربة التي تلقتها إيران اضرت بالبنية النووية و لم تطل إلا بقدر يسير للبنية العسكرية وأثرها الجوهري مقتصر على القيادات وبالتالي تنفيذ القرار العملياتي عندما يتخذ سيمكن تنفيذه وفقا للحال الحاصل حتى الآن الذي لم تمس فيه القدرة العسكرية لكن الكيان يعرف ذلك تماما ولهذا لن يتوقف عن هجماته في محاولة لتحجيم الرد الايراني او تعطيله ان تمكن وما هو ممكن حاليا قد يظل ممكن وقد لايصبح ممكنا في وقت آخر .
.. ليس هناك شيء يمكن ضمانه تحليلا هل ستتجاوز إيران الارتباك سريعا كما يجب وتتخذ قراراتها العملياتية وبالتبعية تتمكن من تحقيق رد فاعل يعيد وزن المعادلة أم سيتمكن الكيان من زيادة هذا الارتباك وكذا ضرب القدرة الايرانية العسكرية وبالتالي تحجيم او تعطيل القوة الايرانية عن الرد ؟
الأوضاع تتغير ساعة بساعة و لا شيء يمكن ضمانه والميدان بات هو الموجه للحدث ولننتظر ونرى .
|