الميثاق نت -

الأحد, 27-أبريل-2025
طه العامري -
يتمسك شباب المهرة باعتصامهم السلمي، مقدمين أروع الصور الحضارية من خلال اعتصام سلمي وراقٍ، اعتصام لم تخترقه أيادي العبث، ولم تفرق صفوفه ( ازيز الشياطين) ولم تقوَ على شبابه مغريات الحاقدين وعروضهم السخية، ولم تصدح من صفوفه شعارات (حيا بهم.. حيا بهم) لهذا صمد اعتصام أبناء المهرة السلمي، لأن أولئك الشباب الذين دشنوا بداية الفعل الحضاري كانوا مسكونين بحب محافظتهم وبحب أهلهم، عازمين على تجنيب محافظتهم واهلهم ظواهر الفتن والتمزق التي أصابت مختلف محافظات الوطن.
اعتصام شباب المهرة السلمي قابله وعي عقلاء وحكماء ووجهاء المهرة الذين قدموا أروع النماذج في مواقفهم الوطنية المعبرة عن مشاعر الإنتماء والشعور بالمسؤولية الوطنية، والحكمة المكتسبة، يدرك حملتها بأن الانجرار وراء الشعارات الزائفة لن يولد سوى كوارث عبثية سيدفع ثمنها كل من في المحافظة، كما كانت أحوال بقية المحافظات قد علمت وعرفت لدى أبناء المهرة الذين التفوا على قلب رجل واحد حول بعضهم وخلف رموزهم الوجاهية والاجتماعية، وقدموا أروع النماذج النضالية التي تعكس حالة وعي حضاري أصيل، وعي موحد أنكر من فيه ذاتهم واصطفوا دفاعاً عن محافظتهم وعن امنها واستقرارها وسكينتها الاجتماعية.
وحين اتابع أحاديث وتصريحات الشيخ علي سالم الحريزي، الذي يواجه عتاولة الطغاة المتمثلين في (نظامي السعودية والإمارات) ومعهما أدواتهما في الداخل اليمني من أبناء جلدتنا للأسف، أدرك أن قوة هذا الهامة الوطنية من قوة أبناء محافظته ووطنه، فالرجل يحظى باحترام وتقدير ليس من أبناء محافظة المهرة بل من كل أبناء الوطن اليمني الذين ينظرون إليه كشخصية وطنية لا يقتصر اهتمامه على المهرة بل يهتم بكل الوطن اليمني، ولكن للأسف لم يجد لدى الآخرين من اقرانه من رموز الوطن ما يشغلهم أكثر من مصالحهم الأنانية الضيقة فتركهم يعمهون في غيهم ووقف منافحاً عن أمن وسلامة محافظة المهرة مؤمناً أن ليس بالإمكان ابدع مما كان، مقتفياً أثر عبدالمطلب في مواجهة (أبرهة) و"أنا رب أبلي والكعبة لها رب يحميها"، وهو رابط على تخوم المهرة ذائداً عنها كل محاولات الاختراق التي ازدادت مؤخراً في محاولة سعودية - إماراتية على إحداث اختراق وإن محدوداً من شأنه أن يربك المجتمع المهري ويفتح نافذة في جدار الممانعة والصمود، وإن من أجل أحداث الفوضى داخل المحافظة وفي أوساطها الاجتماعية بمعزل عن تحقيق أهداف أطراف الاختراق والمؤامرة، المهم إيجاد موطئ قدم للفوضى ودفع أبناء المحافظة للصراع فيما بينهم وحدوث هذا كافٍ بنظر المتآمرين، لأن فعل كهذا سوف يمكنهم لاحقاً من الدخول للمحافظة -كمصلحين - على غرار دخلتهم الأولى بالأزمة اليمنية "المبادرة الخليجية"..!
محاولات محمومة بل ومسعورة تقوم بها كل من السعودية والإمارات بهدف اختراق سكينة المحافظة وتطويع رموزها، ولم تترك الدولتين محاولة لم يلجأون لها لإحداث اختراق اجتماعي يطوّع لهما المحافظة أو ينقل إليها صور العبث والفوضى والتمزق المجتمعي.
وفيما تدفع الإمارات بـ( قوات الانتقالي) تدفع السعودية بـ(قوات درع الوطن)، فيما هناك أطراف أخرى مؤدلجة حد التطرف تحاول بدورها تقديم خدماتها لبعض الأطراف تحت عناوين مموهة وشعارات خداعية زائفة، لكن كل هذه المحاولات فشلت وتفشل تباعاً أمام إصرار أبناء المهرة ورموزها على تجنيب المحافظة ويلات الصراع والانقسام.
إن شباب ورموز ووجهاء المهرة يستحقون كل الشكر والتقدير على نبل مواقفهم، وعلى ثبات مواقفهم الوطنية وتمسكهم بثوابت مبدئية قدموا من خلالها أروع الأمثلة عن حب الوطن والولاء الوطني ورفض التبعية والارتهان لأي طرف، متمسكين بشرعية الدولة الوطنية ومؤسساتها الشرعية، رغم تآمر الشرعية عليهم وعلى هويتهم الوطنية ومحاولتها العمل على تطويعهم ليكونوا في خدمة أطراف يدركون جيداً انها معادية لهم وللمحافظة والوطن.

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 28-أبريل-2025 الساعة: 01:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-67362.htm