تحقيق: حاتم غيلان -
دعا فخامة الاخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام- رؤساء الدول العربية لعقد قمة عربية مشتركة للوقوف أمام التدخلات الارهابية المتمثلة في أعمال القرصنة وخطف السفن في مياه البحر الأحمر وخليج عدن باعتبار البحر الأحمر ممراً عربياً وإقليمياً في الوقت نفسه.. وتأتي مبادرة فخامة الرئيس إلى عقد قمة عربية مشتركة من خلال العمل العربي المشترك بهدف تحقيق المصالح الوطنية في إطار المصالح العربية المشتركة.
حول قضية القرصنة وخطرها الذي يهدد المنطقة والملاحة الدولية وتوسع بؤر الارهاب.. أجرت »الميثاق« استطلاعاً مع عدد من الأكاديميين والمختصين:
في البدء أكد الدكتور محمد عبدالجبار سلاَّم عميد كلية الاعلام واستاذ العلوم السياسية أن اهتمام فخامة الاخ الرئيس بهذه القضية جاء نتيجة اهتمامات مسبقة بمسألة البحر الأحمر وأمنه، وهذه القضية قد أشار إلىها أكثر من مرة وفي أكثر من تجمع، وكان اهتمامه في تجمع صنعاء للقرن الافريقي هو ضمن هذه العملية، ويأتي اقتراحه الاخير الذي تمخض حول ضرورة المبادرة لعقد قمة عربية مشتركة للوقوف أمام هذه التدخلات.. وذلك يدل على المجهود الكبير الذي يبذله فخامة الاخ الرئيس في تعامله مع القضايا العربية والاقليمية بشكل عام..وأشار الدكتور سلاَّم الى أن أعمال القرصنة التي تمثلت باختطاف السفن والإضرار بالأمن والاستقرار في ممر البحر الأحمر وخليج عدن تتطلب بذل كل الجهود بشكل منظم ودقيق من كل المعنيين بهذا الموضوع وبالذات الدول التي تستفيد من ممر البحر الأحمر والمبادرة الى عقد قمة عربية مشتركة حول هذه الأزمة وضرورة التوصل الى حل يجتثها من جذورها بشكل نهائي.
مؤكداً أن دعوة الاخ الرئيس لعقد قمة عربية مشتركة خوفاً من تنامي الأعمال الارهابية التي من المحتمل أن يكون وراءها قوى ومصالح طامعة في السيطرة على بعض جزر وممر البحر الأحمر باعتباره طريقاً عالمياً للسفن ويمثل في نفس الوقت ممراً عربياً وإقليمياً ، وهنا تكمن أهمية مبادرة الاخ الرئيس لعقد قمة عربية مشتركة لمعالجة هذه القضية..ونوَّه سلاَّم إلى أن قضية القرصنة بحاجة الى بذل كل الجهود والإمكانات سواءً الجهود العسكرية والامنية والتضامنية أو الإرادة العربية المشتركة التي تهتم بمعالجة هذه الأزمة والقضاء علىها بشكل نهائي.
قضية دولية
< من جانبها أكدت الدكتورة خديجة الهيصمي- استاذة العلوم السياسية في جامعة صنعاء عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام -أن قضية أمن البحر الاحمر والخليج العربي أصبحت من أهم القضايا الرئيسية المطروحة على الساحة العربية والإقليمية والدولية نظراً للمتغيرات المتلاحقة التي يحسب لها ألف حساب على الإطار العربي والاقليمي والدولي، وبالتالي جاءت مبادرة فخامة الاخ الرئيس بضرورة عقد قمة عربية مشتركة للوقوف أمام هذه التدخلات كضرورة حتمية لابد منها لأن مثل هذه القضايا لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار وينبغي على الدول العربية المحيطة بطرق الملاحة في البحر الأحمر والمستفيدة من هذا الممر، إطلاق المبادرة الفورية ووضع حلول واقتراحات عاجلة حول أعمال القرصنة وخطورة هذه القضية مستقبلاً على أمن البحر الأحمر والملاحة البحرية فيه.
وأشارت الدكتورة خديجة الى أن اليمن بقيادة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كانت دائماً سبَّاقة ورائدة في طرح هذه المبادرات حول مختلف القضايا والمتغيرات المتلاحقة في الساحة العربية والاقليمية والدولية، وتأتي هذه المبادرة نتيجة القناعة الشخصية للقيادة السياسية بأهمية تطهير المنطقة من إرهاب القراصنة ليس هذا فحسب بل إن اليمن كانت السبَّاقة في جميع مجالات التعاون العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وعلاقات التكافل والتعاون المشترك.
وتمثل هذه الأزمة عمقاً استراتيجياً وسياسياً من خلال موقع البحر الأحمر وخليج عدن، ويجب على القمة العربية المشتركة التطرق الى حل هذه الازمة وغيرها ومعرفة خطورتها مستقبلاً على طرق الملاحة العربية.
رسالة تحذيرية
من جانبه أشار الدكتور غيلان الشرجبي استاذ علم الاجتماع جامعة صنعاء إلى أن ظاهرة القرصنة لم تظهر الا منذ تفشي الصراع في الساحة العربية كما أنها إشكالية تاريخية قديمة ومتجددة في غياب التكامل الاستراتيجي الذي يأخذ من البوادر الطارئة مؤشراً للظواهر المستقبلية.
مؤكداً بأن أي بادرة مهما كانت بسيطة تحتمل في صياغتها رسالة تحذيرية على من لا يجيد قراءتها او يتجاهل التعامل معها بجدية وبالتالي يتعرض لدفع فريضة التقاعس درع المضاعفات الكارثية والامثلة على ذلك كثيرة بما فيها الازمة الصومالية المتفاقمة والتي استطاعت المحاكم الاسلامية احتواءها لفترة ساد فيها الاستقرار لأول مرة، فإذا بالقوى الخارجية تتدخل لإنهاء تلك المبادرة ولأسباب ذرائعية مبررة بالنسبة لها ولكي يقف النظام الرسمي العربي على طرف نقيض في المباركة والمشاركة فيما حدث أحياناً وموقف المتفرج أحياناً أخرى.. وبغياب هذه الرؤية الاستراتيجية تصب الى أذهاننا الكثير من الشواهد التاريخية المماثلة التي يستطيع كل من يقارن مقدمتها بالنتائج التي تمخض عنها إدراك حقيقة أن هذه الأمة تضع أزماتها وأنها أدمنت على تعذيب الذات..ونوه الدكتور غيلان إلى أنه من الانصاف أن نشير الى الحالة الاستثنائية للسياسة اليمنية التي عاشت الهم الصومالي منذ بدايته الاولى واحتضنت اللاجئين كما شكلت حاضنة للمحاورين وأن مبادرة القيادة السياسية لعقد قمة عربية جاءت لاستيعاب حقيقة أن هذه الأزمة بحاجة الى معالجة جماعية مشتركة والقرصنة لا يمكن أن تنتهي إلا بإيجاد قوام عربي مشترك قادر على حماية الحدود والحفاظ على استقراره.
| 
أگاديميون يؤكدون أهمية مبادرة الرئيس لمواجهة خطر القرصنة
