موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 16-يونيو-2025
طه العامري -
يموتون قتلاً، يموتون خوفاً، يموتون رعباً، يموتون بالطائرات الحربية، الأكثر حداثة وتطور وتقنية، يموتون بالمسيرات، يموتون بقذائف المدفعية، يموتون بقذائف الدبابات، يموتون بحراب الخونة، وخناجر العملاء.. يموتون جوعاً، ويموتون حصاراً، ويموتون عطشاً، يموتون قهراً من صمت الشقيق، وغطرسة ووحشية العدو وهمجيته.. إنهم أطفال وشيوخ ونساء "قطاع غزة" في فلسطين.. إنهم أبطال "إمبراطورية غزة العظمى" نعم تلكم هي الحقيقة ولأنها عظيمة فإن تضحياتها تتماهي مع عظمتها ، والتضحيات العظيمة تبني الأمم العظيمة، والأمم العظيمة، تصنع الشعوب العظيمة، والعظماء وحدهم يصنعون الأحداث العظيمة، والتاريخ..
وفي"غزة" أبطال وعظماء، وجبابرة، وأسود، لا تهزهم العواصف ولاتردعهم أحدث الآلات العسكرية توحشاً ودماراً في الكون، وعدو متوحش لم يعرف يوماً القيم الأخلاقية، ولم يعرف يوماً معنى أن يتحلى بقيم وأخلاقيات الإنسان..
"345 كم مربع" هي كل مساحة "إمبراطورية غزة العظمى " لكن هذه المساحة التي تدمرت بما فيها، بدت أعظم من خارطة الكون، وأكثر اتساعا منها..
إنها "إمبراطورية غزة العظمى" تقاوم الموت بالموت، وتضمد جراحاتها بمزيد من الجراحات، وتقاوم الخذلان بمزيد من التمسك بثوابتها وأهدافها في الحرية والاستقلال..
إمبراطورية غزة العظمى.. هي إمبراطورية الحرية، والكرامة، والسيادة، والاستقلال.. هي إمبراطورية الإرادة، والثورة، والنضال.. هي إمبراطورية المؤمنين.. هي "إمبراطورية الله" وإمبراطورية التقوى.. هي غزة هاشم.. وهي إمبراطورية رسول الله صل الله عليه وسلم..!
قال قاتل أطفالها ونسائها ذات يوم من أيام ملحمة الطوفان، "سنهزمهم ولو كان الله يقاتل معهم" فأحبط الله عمله واوقعه في شر أعماله.. هزم القاتل المجرم وكيانه وحلفائه الأكثر إجراماً منه.. هزموا رغم توحشهم، ورغم بشاعة جرائمهم، ورغم الصمت الذي تقابل فيه جرائمهم، وانتصرت "إمبراطورية غزة العظمى" عسكرياً واستخبارياً، أنتصرت غزة إعلامياً وثقافيا.. أنتصرت غزة.. أخلاقياً وإنسانياً.. أنتصرت غزة.. وغزة لم تهزم العدو المُحتل وحسب، بل هزمت العالم أنظمة ودول وحكومات.. فضحت هذا العالم الرسمي بكل نطاقاته العربية، والإسلامية، والدولية، كل هؤلاء هزمتهم غزة أخلاقياً وإنسانياً وحضارياً، أسقطت كل أقنعة الزيف عن وجوههم، لتظهر وجوههم الحقيقية الملطخة بالقبح حد البشاعة..!
أظهرت غزة حقيقة عدوها المُحتل، كما اسقطت شعارات الزيف التي روج لها ما يسمى بـ "العالم الحر" الذي اتضح أنه مجرد مجموعة من " الكلافين في اسطبل الصهاينة"..!
نعم قدمت "غزة" الكثير من التضحيات، لكن الأحلام الكبيرة، ثمنها كبير، والأهداف العظيمة، تكلفتها أعظم، وحرية الأوطان لا تقاس بجدلية الربح والخسارة، وفي السياق الحضاري، تبدو عظمة إمبراطورية غزة، أكثر ندية وتفوق عن عظمة هذا العالم المترامي الأطراف..
إن هذا العالم الكبير والواسع، لا يتماهى كبره واتساعه مع كبر واتساع "غزة"..!
سيدوّن التاريخ في انصع صفحاته وأكثرها خلوداً وتداولاً بين الأجيال، عظمة غزة، وأساطير غزة، وبطولات غزة، التي قهرت عدوها والعالم، ولم تقهر، لأنها اعتمدت القهر سلاحا، واتخذت من الموت حياة، باجساد نسائها واطفالها، قاتلت، وبلحم شبابها قاتلت، بأحلامها وأهدافها ومن أجلهما قاتلت، بالجغرافية قاتلت، بالدم والعرق قاتلت، بالبطون الخاوية قاتلت.. لكنها لم ترفع راية بيضاء كما توقع عدوها والعالم، بل راحت تقاوم حتى ايقظت الضمير الإنساني بمختلف عقائده، ومعتقداته، ومذاهبه، واديانه، والوانه، ولغاته..!
حقاً ما أعظمك يا إمبراطورية غزة العظمى، وما أرخص أمتك والعالم، أمام غلاوتك.. لك المجد حتى الانتصار.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)