توفيق الشرعبي - ليس من الحكمة، ولا من الكرامة، أن يُستقبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في الرياض، أو على أي شبر من الأراضي العربية، في الوقت الذي طائراته تمطر اليمن ناراً ودماراً، وتمضي إدارته في عدوان سافر وإجرامي على شعبٍ عربي ذنبه أنه امتلك الكثير من الكبرياء والإنسانية لمساندة أشقائه في فلسطين الذين يبادون بآلة القتل الصهيونية.!!
أمريكا ـ التي يعتزم رئيسها ترامب زيارة الرياض الشهر القادم ـ ليست شريكاً في السلام، بل هي رأس الحروب والإرهاب.. ترسل حاملات الطائرات، وتوزّع بيانات التبرير على صحافتها المأجورة، وتطلب من الأنظمة العربية والإسلامية أن يصمتوا، أو أن يتواطأوا.
والرئيس الأمريكي، الذي يزور عواصمهم مصحوباً بأطنان من الأسلحة ووعود "الدفاع"، هو ذات الرئيس الذي يوقّع أوامر القتل ويصادق على الغارات التي ترتكب جرائم حرب ومجازر إبادة في اليمن.
فهل يعقل أن تقول الرياض له: "مرحباً بك"؟
هل يعقل أن تفتح له الأبواب، وتعزف له الأناشيد، بينما أطفال اليمن يقتلون بالقصف والحصار، والنساء والشيوخ يُدفنون تحت الركام؟!
هل يعقل أن الأنظمة العربية وصلت إلى هذا الحد من الخنوع والذل، وهم يرون كيف يبيعهم البيت الأبيض كلاماً عن الأمن، فيما يغذي كل بؤر الفوضى في المنطقة؟!
السعودية ليست مضطرة إلى أن تساير واشنطن في كل لحظة.. فلا العروبة تقبل، ولا الإسلام يرضى، ولاحق الجوار يسمح أن تكون " ضيافتها " جسراً يعبر عليه الطغيان الأمريكي نحو مزيد من القتل والدمار في اليمن.
اليمنيون لا يطلبون حرباً، ولكنهم لايريدون خنوعاً، ولايريدون من السعودية إلا أن تكون على قدرٍ من المسؤولية الأخلاقية والدينية..فـ" ترامب " لا يزورها حباً، بل "حلباً"!!
هو يزورها من أجل النفط، من أجل العقود، من أجل المصالح.
وحين تذبح طائراته اليمن، يُفترض بل يجب أن يكون رد الرياض : "لا أهلاً ولا سهلاً".. على الأقل في هذا التوقيت.. !!
وليس بالضرورة أن ينتظروا من صنعاء "تحذيراً" باعتبار من يستقبله شريكاً له في جرائمه بحق الأبرياء.
|