موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


عدوان على صنعاء وصعدة وعمران - فعاليات عربية لـ"الميثاق": اليمن الحر والمستقل لن يخضع للإرهاب الأمريكي - "أونروا": نفاد أمداداتنا من الطحين في غزة - بيان هام للمواطنين من وزارة الاتصالات - 52243 شهيداً في غزة منذ 7 أكتوبر - عامر يحذر من كارثة بيئية في البحر - 8 جرحى بعدوان أمريكي على العاصمة - 28 غارة عدوانية على 5 محافظات - قطاع غزة على شفا الموت الجماعي - جريحان بقذيفة للمرتزقة في مقبنة تعز -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 17-فبراير-2025
عبدالرحمن بجاش -
لم أتخيل أبداً أنه ستأتي لحظة يكون فيها علينا أن نعود من باب البيسمنت لأن أحدهم أصر على إغلاقه !!
لانه لم يدر في ذهن سبأ الصليحي عندما أسسه أنه أسس وافتتح صالة للرقص الشرقي المحرم !!!
أول مبنى كنا كل خميس نذهب إليه بُني كما لو كان لمنتدى البيسمنت من حيث التصميم الجميل الذي يتناسب مع أنشطته :
موسيقى
فنون تشكيلية ..
كل أنواع الإبداع رأيناها على جدرانه ذات الأحجار البارزة الجميلة واستمعنا إلى شباب مثل الورد يؤلف ويغني في ساحة " التغيير" ، يبدع ويبدع ويقول للآخرين :
ها نحن شباب اليمن يمكن لنا أن نكون مثل الآخرين !!!
مع الوقت عندما بدأت آثار 11 فبراير تتلاشى مع الريح ، تلاشوا هم أيضاً وراح كل منهم في اتجاه !!
كان بادياً للعيان أننا نخسر…
كانوا شباباً يتطلعون إلى المستقبل الذي أوصدت الأبواب في وجهه ليذهب هو الآخر ولن يعود ، هكذا بدا الأمر يتكشف شيئاً فشيئاً …
تلك الفترة الحميمة والتي قاد البيسمنت فيها باقتدار عدنان السقاف وفيها سمعنا وشاهدنا وشاركنا حتى أتت اللحظة التي طلب فيها مالك المبنى الجميل اخلاءه وذلك حقه …
في مبنى على شارع الخمسين خصص البديل من قبل شقيق سبأ ، لكننا جميعاً مشاركين ومحبين ومشجعين قلنا إن المكان ضيق، والبوفيه تحديداً كان أضيق سيجبر ضيقها الشبان والشابات على أن يحشروا فيه ..
تم استئجار مبنى في الحي السياسي من طابقين وعاد نشاط البيسمنت من جديد :
موسيقى عذبة، جرى تحريمها فيما بعد، وصارت تلغى من أي فعالية وبامبرز واحد ان الموسيقى رجس من عمل الشيطان !!
وعملت إدارة البيسمنت على فصل النساء عن الرجال، ونظر الأمر من قبل جمهور البيسمنت على أن ذلك أمر عادي، لا مشكلة فيه ..
الذي أعرفه أن كل فعالية يتم الاستئذان مقدماً لاحياءها، وليس في الأمر مشكلة ..
المشكلة فرضت نفسها في لحظة طلب مالك المبنى إخلاءه، ليتوقف النشاط من جديد …
ذهب سبأ مضطراً إلى حيث الرزق في بلاد الله الواسعة عندما ضاقت البلاد بما رحبت عن الذين ينحتون الصخر بحثاً عن اللقمة الكريمة المغمسة بعرقهم وكدهم وتعبهم …
كان البيسمنت قد قوى عوده ليستمر، وظل سبأ يراقب مولوده بإعجاب من البعد ..
كل خميس نسمع عن فعالية جديدة نذهب إليها ببراءة وليس بنية سوء مسبقة، شعر يشنّف أسماعنا يلقى من قبل أصحاب الشعر، محاضرة حول أمر مهم، احتفاء بكتاب، غياب موسيقى تفهم الجميع غيابها غصباً عنهم.. استعراض كتاب، صهيب يدرب الجمهور على كيفية الاستفادة من الجمكانة في الحفاظ على أوراقك ووثائقك، ياسين رحمة الله عليه يحاضر حول معمار صعدة و صنعاء وشبام ، هواة التصوير ومحترفيه يعرضون لقطاتهم.. الغابري ينظم معارض من إبداعاته، مؤرخاً للبلاد كلها بعدسته، فتيات هن بناتنا واخواتنا يعرضن لوحاتهم ليسمعن ما يقول الجمهور عن عملهن الجميل …آلاء القدسي الصغيرة تعرض خربشاتها الأولى بالريشة الطفلة …أفلام وثائقية عن زبيد وصنعاء وكوكبان …نشاط يخفف من الوجع العام والخاص ، تذهب الى البيسمنت بهمومك فتخرج مبتسماً لما رأيت، وإن لم تشبع بما قدم في الصالة، فهناك المكتبة الهادئة التي تحتضنك للقراءة …
نشاط إنساني بريئ تتمنى أن يستمر كل يوم، لكن الخميس ظل يطرز مشاعرنا بما يحمله إعلان البيسمنت الأسبوعي فنحس بأن الدنيا لا تزال بخير…
ينتقل البيسمنت إلى مقر جديد …
يظل جمهوره يلتزم بالذهاب لكي يظل النور هادياً للأقدام على الطريق ..
فجأة يغلق البيسمنت !!! ويتحول إلى مجرد شقة في عمارة لا عنوان لها !!!
السؤال الكبير:
لماذا ؟
ما هي الجريمة التي ارتكبها القائمون عليه والمشاركون وكل فعالية يتم أخذ الإذن لها مسبقاً !!!
في هذه البلاد عادةً لا أحد يجيب على لماذا ؟
عليك أن تتقبل ، تصمت ..
يبدو أن المكارثية بشعارها مرت من هنا "قولوا ما تريدون، نفعل ما نريد" ومن قرأ وأبدع لُبِج !!! ..
بأي ذنب قُتلت ؟
لم يجب أحد عن ذلك حتى اللحظة ..
الآن يعود الخميس يتيماً ونحن نختنق، أين نذهب لنشنّف أسماعنا؟ ونروي عيوننا !!
أين نتنفس ؟
لأن لحظة أخرى ربما تأتي ومعها تغلق كل النوافذ..
هنا نموت..
ولا عزاء لنا..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حين يكون الضيف قاتلاً.. لا ترحبوا به !!
توفيق الشرعبي

حضرموت والانقسام السياسي: هل نحن أمام خطة لتقسيم اليمن؟
عبدالرحمن نشوان أبوراس

شعب وجلاد
فتحي بن لزرق

مستنقع اليمن
جمال عامر

العدوان في موسمه الثاني
عبدالرحمن العابد

وكأنها ليست بلدنا
احمد خرصان

أيقونة فن اليمن الكبير
علي أحمد مثنى

غزة.. ضمير الإنسانية
محمد علي اللوزي

أين الكتلة؟
عبدالرحمن بجاش

المعركة الداخلية..غورباتشوف اليمن سلاح العدو الأنجع
خالد العراسي

المستشفيات الفندقية جشع ورقابة ناعمة
د.محمد علي بركات

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)