موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 06-فبراير-2024
د‮. ‬كمال‮ ‬البعداني‮ ‬ -
سألني البعض لماذا لم تحتفل بيوم الهوية اليمنية يا دكتور؟ فقلت لهم : بلادي وُلدت قبل التأريخ، ثم جاء التاريخ بعدها ليدون أمجادها.. هويتي هي ما أنفرد به دون الآخرين، وليست محصورة في صورة (الوعل) أو هذه الصورة أو تلك وإنْ كان رمزاً لفترة معينة من التاريخ اليمني، فهويتي كانت حاضرة عند بناء أول بيت وُضع للناس في الأرض، فما اختار الله لمؤانسة زوجة نبيه إبراهيم ورضيعها في الوادي المجدب الغير ذي زرع إلا قومي (قبيلة جرهم اليمانية)، فكان اليمانيون أول من شرب من ماء زمزم بعد السيدة هاجر وابنها الرضيع.. أصبح الرضيع طفلاً ثم فتى يافعاً نبياً يقال له إسماعيل، نشأ وشبَّ بينهم وتعلَّم منهم فزوَّجوه بالأولى والثانية، وكانوا أول من جاور البيت العتيق من البشر، ولا شك أنهم قد شاركوا في بنائه إلى جانب نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل..
نعم هويتي كانت حاضرة هناك عند البناء ، هويتي كانت حاضرة كذلك عندما أمر الله تعالى نبيه إبراهيم بدعوة الناس للحج بعد أن فرغ من بناء البيت، فكان أول من أجابه هم أهل اليمن كما قال ابن عباس.. هويتي كانت حاضرة مع أول كسوة للكعبة المشرفة عن طريق الملك (تُبّع الحميري)، هويتي تجدونها في سهيل اليماني، ومن ذا الذي يرتقي إليه؟ وفي الركن اليماني ومن ذا الذي لا يهوى إليه؟.. هويتي تجدونها في مكاربة وأقيال سبأ وتبابعة وأذواء حمير ، هويتي تم تدوينها بالخط المسماري على الصخور والأعمدة قبل ابتكار القلم ، فتجدونها في مداميك‮ ‬سد‮ ‬مأرب‮ ‬وقوائم‮ ‬عرش‮ ‬بلقيس‮ ‬ونحوت‮ ‬صهاريج‮ ‬عدن‮ ‬،‮ ‬تجدونها‮ ‬في‮ ‬صخور‮ ‬أرض‮ ‬الحبشة‮ ‬وسواد‮ ‬العراق‮ ‬وتخوم‮ ‬أرض‮ ‬الشام‮ ‬،‮ ‬تجدونها‮ ‬في‮ ‬مراسلة‮ ‬النبي‮ ‬سليمان‮ ‬مع‮ ‬الملكة‮ ‬بلقيس‮.. ‬
هويتي يا سادة حاضرة في شريعة موسى وبشارة عيسى وفي قرآن محمد عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم.. تجدونها في إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد ، تجدونها في غزة التي سكنها المعينيون اليمانيون ، وفي بيت لحم التي بناها الكنعانيون اليمانيون ، تجدونها في جنات سبأ وآيات مساكن سبأ ونزلت فيها آيات تُتلى حتى قيام الساعة.. وكما كانت هويتي حاضرة مع أبي الانبياء إبراهيم وابنه الذبيح إسماعيل ، فقد كانت حاضرة كذلك مع خاتم الانبياء ابن الذبيحين محمد عليه الصلاة والتسليم ، كانت حاضرة معه في بيعة العقبة الأولى والثانية ، ويوم أخرجه قومه من مكة استقبله اليمانيون في المدينة فأكرمهم الله وشرّفهم به ونالوا هذا الشرف دون غيرهم ، وأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور ، فهويتي كانت حاضرة معه طوال حياته ، فتجدونها في رايات الأنصار يوم بدر وفي تضحيات يوم اُحد ، وثبات يوم حُنين ، تجدونها في إشارته بيده تجاه أبي موسى الأشعري (هذا هو وقومه) ، هويتي موجودة في الوسام الذي منحنا إياه من لا ينطق عن الهوى والمرصع بالإيمان والحكمة (الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية).. وكما كانت هويتي حاضرة معه في حياته فقد رافقته عند مماته بل ونزلت مع جسده الشريف إلى قبره ،فقد كُفّن بثوب سحولي يماني.. هويتي تجدونها في زُهد يوم السقيفة وثبات يوم اليمامة ، تجدونها في صمصامة معد بن يكرب الزبيدي وفي الصفيحة اليمانية التي ثبتت في يد خالد يوم معركة مُؤتة ، تجدونها في تضحيات معركة الجسر وفي نواصي خيل يوم القادسية.. هويتي كانت حاضرة يوم إخماد نار فارس وتحطيم إيوان كسرى وفرار هرقل من أرض الشام.. هويتي تجدونها في صحارى المغرب العربي وفي كل شبر من أرض الأندلس ، ابتداء بطريف بن مالك المعافري اليماني أول من وطأت قدماه أرض الأندلس من المسلمين ، مروراً ببطولات السمح بن مالك الخولاني وتضحيات عبدالرحمن الغافقي ورايات الحاجب المنصور ، وفي عقود جامع قرطبة الشهير ، وفي كل قِبلة مسجد حدد اتجاهها التابعي (حنش بن عبدالله الصنعاني) والذي أُطلق عليه مهندس المساجد في أرض الأندلس ،، وانتهاء بالأمير الفارس الشجاع موسى الغساني‮ ‬اليماني‮ ‬وهو‮ ‬آخر‮ ‬من‮ ‬استشهد‮ ‬دفاعاً‮ ‬عن‮ ‬غرناطة‮ ‬قبل‮ ‬سقوطها‮ ‬بسويعات‮.. ‬هويتي‮ ‬موجودة‮ ‬في‮ ‬شعر‮ ‬عبد‮ ‬يغوث‮ ‬الحارثي‮: ‬
أَبا‮ ‬كَرِبٍ‮ ‬وَالأَيهَمَينِ‮ ‬كِلَيهِما‮. ‬
وَقَيساً‮ ‬بِأَعلى‮ ‬حَضرَمَوتَ‮ ‬اليَمانِيا‮. ‬
وفي‮ ‬شعر‮ ‬حسان‮ ‬بن‮ ‬ثابت‮ : ‬
إني‮ ‬من‮ ‬القوم‮ ‬الذين‮ ‬جيادهم‮ ‬
طلعت‮ ‬على‮ ‬كسرى‮ ‬بريحٍ‮ ‬صرصر‮ ‬
وفي‮ ‬شعر‮ ‬الشاعر‮ ‬الأموي‮ ‬عمرو‮ ‬بن‮ ‬ربيعة‮ ‬
تقول‮ ‬عِيْسِـي‮ ‬وقد‮ ‬وافيْــتُ‮ ‬مبتهـلاً
‭_‬‮"‬لَحْجاً‮"‬وبانت‮ ‬ذُرَى‮ ‬الأعلام‮ ‬من‮ "‬عدنِ
‭_‬أَمُنْتَهى‮ ‬الأَرْض‮ ‬يا‮ ‬هـذا‮ ‬تريــد‮ ‬بِنَـا؟
‭_‬فَقُلتُ‮ ‬كَـلَّا‮ ‬،ولكـنْ‮ ‬مُنْتَهَـى‮ "‬اليَمَــنِ‮ ‬
هويتي يا سادة يا كرام لن تنتهي حتى مع قيام الساعة ! بل ستستمر حتى يوم المحشر حيث يزدحم الناس حول حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيذودهم ويضربهم بعصاه حتى يشرب أهل اليمن ، هذه هي هويتي .. فيا من تحتفلون بيوم الهوية : لا تضيّقوا واسعاً ، ولا تقزّموا‮ ‬هويتنا‮ ‬رعاكم‮ ‬الله‮..‬


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

الكيان الصهيوني المحتل.. أزمة داخلية وعزلة متزايدة
عبدالله صالح الحاج

معركة الوعي في زمن الاغتيال المعنوي
مبارك حزام العسالي

حرب عظمى بدأت في الشرق الأوسط
مطهر تقي

إسرائيل في اليمن .. ثلاثة مسارات لاستدراك الهزيمة
لقمان عبد الله

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)