موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

السبت, 11-مارس-2023
أ. د. عبدالعزيز صالح بن حبتور -
مُنذ أن عرفته كزميل دراسة في مطلع 1970م من القرن العشرين في مدينة عزان مديرية ميفعه محافظة شبوه، ومدرستها الاعدادية، كان وحتى يوم وفاته الحزين في جمهورية مصر العربية يوم الخميس بتاريخ 9 فبراير 2023م، وفياً صادقاً لصداقاته وعلاقاته الرفاقية الأخوية الحميمة، وزمالاته الجميلة، نعم إنها ساعاتٌ حزينة مؤلمة حينما نودع شخصاً بمقام البروفيسور/ صالح باقطيان رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته الواسعة، في عالم الخلود الأبدي.

ومُنذ أن كان شاباً يافعاً في اروقة مدارس محافظة شبوه واداراتها التنفيذية والحزبية، تبوء مناصب قيادية حزبية رفيعة في زمن (الغليان الثوري) كواحد من منظري الحقبة الماضية للجبهة القومية على مستوى المحافظة، و شغل فيها منصب سكرتير العمل الأيديولوجي في لجنة محافظة شبوه للتنظيم السياسي للجبهة القومية، شغلها باقتدار ورصانة كواحد من الطلائع الثورية الطلابية في الجبهة القومية إبان الاحتلال البريطاني لليمن الجنوبي، وواصل مهامه القيادية في قيادة المحافظة من الناحية التنظيمية لقرابة عقد من الزمان.

نهل العِلم والمعرفة النظرية والفلسفية في الجامعات الأوروبية العريقة في كلٍ من جمهورية رومانيا، وبلغاريا الاشتراكيتين، وقدَّم أطاريح الدبلوم والماجستير والدكتوراة في تلك الجامعات العريقة، وحصل على درجات علمية متفوقة ورفيعة، استحق اعتراف أساتذته وزملائه ورفاقه باعتباره مُنظّر فِكري شاب على مستوي الوطن، وواصل ذلك العطاء النظري بجهد ومثابرة وصبر إلى أن تبوء مراكز عِلمية رفيعة في جامعة عدن، بدأها مسؤول قيادي في كلية التربية صبر، ومركز جعفر الظفاري لدراسة التاريخ اليمني بالجامعة، حتى تبوء منصب عميد بكلية التربية / عدن، وهي اقدم واعرق كليات جامعة عدن.

البروفيسور/ باقطيان يعرفه طلابه في الجامعات اليمنية، وزملائه ورفاقه في المؤسسات الأكاديمية اليمنية بأنه من الأساتذة الأكاديميين المميزين والجادين في التحليل السياسي الفكري الفلسفي، وله إسهامات موثّقة في هذا المجال، ومُنذ أن تعرفت عليه أنا شخصياً وهو بمثابة الباحث العلمي الجاد في مجال الفكر السياسي، وله صولات وجولات كتابية واستعراضية وتحليلية في هذا الاختصاص وغيره من الانشطة البحثية في الفكر الحزبي التربوي و السياسي.

تميز البروفيسور في مسيرة حياته النضالية والكفاحية بأنه يقف إلى جانب الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمُعدمة، ويدافع عنها وعن مصالحها بوضوح مبدئي شريف ودون مساومة، يقف إلى جانبها بوعيٍ عال، وشجاعة منقطعة النظير، وبرؤية استشرافية للمستقبل، وهو بذلك يتماهى فِكرًا وسلوكاً مع الفِكر اليساري العالمي الذي اعتنقه وآمن به مُنذ بدايات تكوّن فِكره السياسي والحزبي والنضالي في بدايات تكوّنه الكفاحي.

إنني اتذكر ومن خلال جلساتي العديدة معه في زمن طويل تجاوز الخمسة عقود من الزمان، وفي مراحل يمنية تاريخية مُعقده ومختلفة تسنى لنا الاثنين أن نبحر معاً في اهتماماته الفكرية الفلسفية الكلاسيكية منها والحديثة، البورجوازية الأوروبية منها واليسارية الماركسية، وتناولنا معاً ولفترات طويلة قراءاته العميقة، وقناعاته العلمية للفلسفة التاريخية من منابعها الأصلية الإغريقية كفلسفة أرسطو وسقراط وابيقور وافلاطون وعمقها بقراءاته التراثية بـفلسفات الفلاسفة العرب والمسلمين كـابن رشد، وابن سيناء، والخوارزمي، وابن خلدون، مع التركيز على التعمق في كتابات وفِكر المُفكر القومي العربي ساطع الحُصري ومحمد عابد الجابري وحسين مروه مع قراءته العميقة لفِكر كارل ماركس وفريدريك أنجلز وفلاديمير لينين، وصولاً إلى ماو تسي تونغ، وتنج هيساو بينج، وكذلك دراساته الهامة للعلماء والمُفكرين اليمنيين الكبار كالإمام/ عبدالرزاق الحِمْيَري الصنعاني، والمؤرخ/ أبي محمد الحسن الهمداني، والعلامة/ الشوكاني ، والمُفكر/ عبدالله عبدالرزاق باذيب، والكتابات الواسعة لفخامة الرئيس/ علي ناصر محمد، والمُفكر الدكتور/ محمد علي الشهاري، مع ربط اكاديمي مُحكم بالواقع التطبيقي في محاولةٍ منه كمُفكر جاد لربط الجانب النظري الفلسفي بالجانب التطبيقي على واقعنا اليمني، وكان يردد مقولته الدائمة بأن اليمن بتاريخه الطويل الثري بجميع تعقيداته سيخلق آلاف الفلاسفة والمفكرين نتيجة للإرث الثقافي اليمني الواسع وتعقيدات الحاضر المتشابك.

لقد خسرت أنا شخصياً بغياب البروفيسور/ صالح مقطن باقطيان صديقاً مُلهماً وفياً، وخسرت جامعة عدن مُفكراً كبيراً، وخسرت محافظة شبوه قائداً حزبياً معلماً ذو تاريخ طويل، وخسرت اليمن كل اليمن شخصية علمية مُفكره كبيرة، رحم الله جل جلاله فقيدنا الكبير بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وألهم أهله وذويه وأسرته الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.

﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾

رئيس مجلس الوزراء – الجمهورية اليمنية / صنعاء
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

الكيان الصهيوني المحتل.. أزمة داخلية وعزلة متزايدة
عبدالله صالح الحاج

معركة الوعي في زمن الاغتيال المعنوي
مبارك حزام العسالي

حرب عظمى بدأت في الشرق الأوسط
مطهر تقي

إسرائيل في اليمن .. ثلاثة مسارات لاستدراك الهزيمة
لقمان عبد الله

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)