موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي - القسام تنشر رساله تلقتها من رئيس هيئة الاركان اليمنية - الثقافة تنعي الفنانة تقية الطويلية - السيد عبدالملك الحوثي يهنىء رئيس المؤتمر بعيد الاضحى - نائب رئيس المؤتمر يواسي ال الفهدي - قيادات حزبية تهنىء ابوراس بعيد الاضحى المبارك -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 05-سبتمبر-2022
د‮. ‬طه‮ ‬حسين‮ ‬الهمداني‬‬‬ -
هناك‮ ‬ثنائيات‮ ‬عديدة‮ ‬تبدو‮ ‬مترابطة‮ ‬في‮ ‬حياتنا‮ ‬اليومية،‮ ‬وبها‮ ‬تستقيم‮ ‬الأمور‮ ‬ويلزمنا‮ ‬أن‮ ‬نتكئ‮ ‬عليها‮ ‬لتحقيق‮ ‬غايات‮ ‬عديدة‮ ‬تنعكس‮ ‬على‮ ‬المجتمع‮ ‬ككل‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
منذ‮ ‬عدة‮ ‬أيام‮ ‬شاركت‮ ‬مع‮ ‬بعض‮ ‬الزملاء‮ ‬والزميلات،‮ ‬في‮ ‬نقاش‮ ‬لمحاولة‮ ‬الإجابة‮ ‬على‮ ‬سؤال‮ ‬هام‮ ‬يأخذ‮ ‬أحيانا‮ ‬طابعاًً‮ ‬جدليا‮ ‬وهو‮ ‬؛‮ ‬أيهما‮ ‬يشكل‮ ‬أولوية‮ ‬للدولة‮ (‬العدل‮ ‬أم‮ ‬الأمن‮)‬؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لقد تفاوتت الإجابات بين أهمية العدل والمساواة للاستقرار والأمن، ومن اعتبر الأمن هو اساس الانطلاق إلى تحقيق العدل، كما أن هناك من رأى أنهما متلازمان، إذْ لا يمكن تحقيق العدل بدون وجود الأمن والعكس صحيح.
وفي هذا السياق يمكن القول إن المفهومين مترابطين أو متكاملين، فالعدل لا يتحقق إلا بإرساء دعائم الأمن، والأمن يحتاج إلى العدالة لكي تتحقق المساواة في تطبيق القانون؛ والذي يعد الركيزة الأساسية التي يستند اليها العدل والأمان وقد روي في الحديث الشريف أن "الأمان‮ ‬قبل‮ ‬الايمان‮".‬‬‬‬
كلٌ ينطلق من فهمه لتلك المصطلحات والمفاهيم وتعقيدات الأوضاع في البلاد. بينما هناك من رأى أن وجود الدولة هو الأساس والقاعدة لتوفير الأمرين معاً، وهذه بديهية؛ فالعدل والأمن من شروط قيام الدولة وإلا فسوف تسود اعراف القبيلة وتنشأ الصراعات، ويسود التنازع وعدم‮ ‬الاستقرار‮.‬‬‬
والحقيقة أنه لا يوجد إجابة موحدة وصحيحة لاختلاف النظريات وتجارب الدول الشرقية والغربية، وإن كانت الرؤية الإسلامية تنظر إلى العدل كقيمة كُبرى، وتعد جوهر الدين الاسلامي وتسبق ما عداها من منطلق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بشأن قيمة العدل، وجميعنا يعرف قصة‮ ‬قول‮ "‬الهرموزان‮" ‬رسول‮ ‬كسرى‮ ‬للخليفة‮ ‬العادل‮ ‬عمر‮ ‬رضي‮ ‬الله‮ ‬عنه‮ "‬حكمت‮ ‬فعدلت‮ ‬فأمنت‮". ‬وإن‮ ‬كان‮ ‬البعض‮ ‬يرى‮ ‬بأن‮ ‬الخليفة‮ ‬الراشد‮ ‬عمر‮ ‬تم‮ ‬اغتياله‮ ‬لعدم‮ ‬اتخاذ‮ ‬التدابير‮ ‬الأمنية‮ ‬اللازمة‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
في التنمية السياسية نماذج مختلفة، أهمها نموذج العالم العربي الفارابي والذي وضع أربعة عوامل تتكامل فيما بينها، "خصب دائم، وأمن شامل، وعدل تام، وأمل فسيح"، ويوجد مقولة متداولة لعالم الاجتماع الشهير ابن خلدون، "العدل أساس الملك".
إذاً‮ ‬العدل‮ ‬قيمة‮ ‬عليا‮ ‬سامية،‮ ‬وتحتها‮ ‬تتحقق‮ ‬المقاصد‮ ‬الأخرى‮! ‬وهنا‮ ‬أراد‮ ‬ابن‮ ‬خلدون‮ ‬بأن‮ ‬العدل‮ ‬أساس‮ ‬الملك‮ ‬لانه‮ ‬اساس‮ ‬قوي‮ ‬يستفد‮ ‬البنيان‮ ‬والعمران‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أعتقد‮ ‬أن‮ ‬الإشكالية‮ ‬في‮ ‬العصر‮ ‬الحديث‮ ‬تكمن‮ ‬في‮ ‬كيفية‮ ‬تحقق‮ ‬العدل‮ ‬وبأية‮ ‬آليات؟‮! ‬وهذا‮ ‬هو‮ ‬السؤال‮ ‬الأهم‮ ‬للخروج‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬المأزق‮ ‬أو‮ ‬الجدل‮ ‬الثنائي،‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬نفسه‮ ‬فإن‮ ‬الإجابة‮ ‬تحتاج‮ ‬إلى‮ ‬تأمل‮ ‬ورشد‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
والحقيقة أن الحكم الرشيد أو الصالح هو منظومة متكاملة تستدعي عدداً من المفاهيم والمرتكزات الأساسية كمفهوم العدالة، المساواة، المشاركة، الشفافية، سيادة القانون، وايضًا مدى قدرة الدولة باعتبارها أرقى مؤسسة ضامنة لعيش الأفراد؛ في التغلب على أزمات المشاركة، والتوزيع والتغلغل وانفاذ القانون بما يضمن تحقيق العدالة، وعدم الشعور بالظلم والحرمان. ويتعلق الامر ايضا بمدى فعالية الأجهزة الفرعية في النظام السياسي وقدرتها على الاستجابة للطلبات الواردة من محيط النظام.
كل‮ ‬ذلك‮ ‬سيؤدي‮ ‬إلى‮ ‬تحقيق‮ ‬الرفاهية‮ ‬لعموم‮ ‬المواطنين،‮ ‬والتخطيط‮ ‬الناجز‮ ‬للتنمية‮ ‬المستدامة‮ ‬والتي‮ ‬بالضرورة‮ ‬تحقق‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬للمجتمع‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لقد أصبحت معايير الحكم الرشيد من المفاهيم المتداولة في أروقة المنظمات الدولية، كمفهوم الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، ومدخل لمعالجة الاختلالات البنوية في الأنظمة السياسية المختلفة، وتحديدًا دول العالم النامي.
وبالتالي لا يمكن تحقيق العدل بدون المساواة وتطبيق سيادة القانون، كما لا يمكن تحقيق الأمن بدون المساءلة والشفافية والتنمية والمشاركة الشعبية، ودولة المواطنة لا دولة الرعايا والاسياد والعبيد، والحكم بموجب الحق الإلهي.
إن المحافظة على قواعد التعايش والسلم المجتمعي سوف يتيح مناخ التعدد والتنوع والاختلاف، في إطار القوانين المنظمة للعلاقة بين الدولة والافراد ، وهنا يستطيع أفراد المجتمع العيش في ظل دولة؛ توفر الحياة الكريمة في أجواء من الأمن والعدل والسلم المجتمعي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
تسريبات تتلاشى!!
يحيى نوري

صنعاء تنفّذ 4 عمليات نوعية بفلسطين المحتلة
الميثاق نت:

موقف اليمن حُجَّةٌ على العرب والمسلمين والإنسانية
أحمد الزبيري

الإرهاب السياسي!!
السفير/ فيصل أبوراس

سُموم تهدد كيان الأمة !
هاني علي سالم البيض

‏جَرّبوا في الشعب شعبيتكم
عبدالوهاب قطران

عيد الأضحى.. بين الفرحة والمعاناة
عبدالسلام الدباء*

الوحدة محمية بالإرادة الوطنية
تهاني عبدالله الاشموري

الوحدة اليمنية وُجِدت قبل 22 مايو 1990م
عارف الشرجبي

يَمَنٌ واحدٌ ورايةٌ واحدةٌ
د. عبدالملك مزارق

شيء من ذكريات الاحتفالات بعيد الاعياد
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)