موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
تحقيقات
الميثاق نت -

السبت, 08-مارس-2008
تحقيق / منصور الغدره -
استغرق بناء القصر 15 عاماً وكان مقراً للسلطة الكثيرية
المؤرخ السقاف: الفن المعماري للقصر مزيج من العمارة اليمنية والماليزية
قصر سيئون التسمية في عهد الوحدة اليمنية، قصر الثورة في عهد ماقبل الوحدة، حصن الدويل في عهد السلاطين .. حصن الدويل هو الاسم الذي ظل يعرف به قصر سيئون حالياً طوال خمسمائة واربعين سنة، عاصر الدولة الكثيرية الاولى والثانية والثالثة الى ان جاءت الثورة الاكتوبرية عام 1963م ثم الجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي في جنوب الوطن سابقاً لتغير وظيفة القصر من حصن للحكم والتخطيط للازدهار الى معتقل سياسي، والتسمية من حصن الدويل الى قصر الثورة، لكن ليس لوظيفته علاقة بالاسم، وليس للثورة خير من مهمته بعدما تحول الى قلعة تصدر من ردهاتها وغرفها البديعة أنين وآهات التعذيب الذي مارسه حينذاك الجلادون والحبائب من زوار الفجر حينما جعلوه معتقلاً لجهاز أمن الدولة.

لكنه فقد الاهتمام والرعاية والصيانة اللازمة حتى اتى عهد الوحدة لينعم بخيرها اسماً وترميماً وصيانة ووظيفة حينما اصبح جزء منه متحفاً لمقتنيات سكان القصر في الدولة الكثيرية وادارة لفرع هيئة الآثار بسيئون، وجزء آخر متحفاً تاريخياً واثرياً للحضارات اليمنية والحضرمية على وجه الخصوص، فيما الجزء الباقي ظل مغلقاً وحسب شهاب السقاف -احد العاملين فيه - ان اغلاق هذا الجزء كان تفادياً لضياع وتوهان السياح والزوار في القصر نظراً لاتساعه وكبره وتعدد مداخله ومخارجه.
ويبدو ان تسمية القصر قد مر بمراحل كما هو حال فترة انشائه وبنائه الذي استغرق خمسة عشر سنة ورغم ان القصر اصبح الجزء الكبير من مرافقه تعرض فيه مستلزمات الدولة الكثيرية من مقنيات سكان القصر وملابسهم واسلحتهم والموروث الشعبي والعادات الحضرمية في المناسبات والعادات الاحتفالية للاعراس وملابس العريس والعروس الحضرمي .. لكن قبل الحديث عن المحتويات الموجودة في الوقت الحاضر داخل القصر واستخدام غرفه في زمن سلاطين الدولة الكثيرية لابد ان نتناول مكونات القصر والفترة التي عاصرها خلال فترة حكم الدولة الكثيرية .
> بداية المساحة الكلية التي بنى عليها القصر 5460متراً مربعاً، ويبلغ علوه - ارتفاع بنائه 34متراً، مشكلاً ستة طوابق مبنية من الطين الناعم ومطلي بالنورة والقضاض ومكوناته الكلية هي96 غرفة منها 41غرفة كبيرة الحجم، ويضم 32حماماً - دورة مياه- واربعة عشر مستودعاً ومخزناً لمستلزمات واحتياجات الدولة الكثيرية، بالاضافة إلى 20سطحاً جانبياً اي شبيه ببناء المدرجات الزراعية.
واما استخدمات طوابق ادوار القصر في عهد الدولة الكثيرية هكذا جرى تقسيمه الدور الاول كان يستخدم مستوعاً ومخازن لمتطلبات الدولة والقصر ايضاً فيه سكن الخدم وعمال القصر، فيما ضم الدور الثاني ريموت ادارة الدولة الكثيرية - المجلس السلطاني مكتب السلطات الكثيري وهو الآن مكاتب لفرع هيئة المتاحف والآثار بسيئون.
في حين خصص الطابق - الدور- الثالث لسكن العائلات والجلسات العائلية والرابع خصص لزوجات السلطان واستقبال الضيوف من النساء .
اما الطابق الخامس عبارة عن سطح يحرسه ستار من البناء يلف القصر كالعمامة متصلاً بالغرفتين المبنيتين في جهتين متقابلتين الشرقية والغربية كان يستخدم السلطان احداهما للراحة والاخرى غرفة نوم خاصة به، والطابق السادس فهو عبارة عن سطوح متنفس لسكان القصر وبامكانهم الواقف عليه روية ومشاهدة كل مايدور في المدينة وحول القصر، بل ومشاهدة الذاهب الى خارج المدينة والقادم اليها..
> معروف ان القصر قد عاصر الدولة الكثيرية واستغرقت فترة بنائه 15سنة وكان اول من بناه واتخذه مقراً للسلطنة، ويعود تاريخ بنائه الى سنة 814هجرية الموافق 1411ميلادية وكان السلطان بدر ابو طويرق الكثيري اول سلطان اتخذه مقراً لاقامته في عام 1516ميلادية الموافق 922هجرية وعقب انهيار الدولة الكثيرية الاولى وفي سنة 1364هجرية عادالسلطان غالب بن محسن الكثيري الى السلطة من جديد واقام فيه واتخذ منه مقراً لادارة دولته الكثيرية الثانية الى ان خلفه في الحكم ابنه السلطان منصور بن غالب الكثيري الذي قام في عام 1873ميلادية بهدم القصر وبنائه من جديد واجرى التوسعة في مداخله ولم يشهد بعد ذلك اية ترميمات او صيانة او طلاء بالنورة سوى مرتين الاولى عام 1936م في عهد السلطان الكثيري والثانية في عهد دولة الوحدة .
كان السلطان حسين بن علي بن منصور الكثيري هو آخر من سكنوا القصر من سلاطين الدولة الكثيرية التي سقطت في الثاني من اكتوبر 7691م وسلطانها حينذاك في سويسرا ضمن الوفد اليمني الذي ذهب للتوقيع على اتفاقية الاستقلال، لكنه عاد حينذاك ليجد سلطنته قد سقطت فعاد من عرض البحر ليعيش في مدينة جدة السعودية الى أن توفى ودفن هناك عام 1976م.
> ويروي هنا المؤرخ جعفر محمدالسقاف - الذي عمل ضمن ادارة الدولة الكثيرية طوال 63سنة عمل خلالها سكرتيراً اعلامياً وعاصر خمسة سلاطين منهم- يروي عهد هذه الدولة وما شهدته من ازدهار وكذا مراحل والكيفية التي بنى بها القصر فيقول:
تلك الفترة فترة الدولة الكثيرية- كانت حضرموت مزدهرة ازدهاراً حضارياً واقتصادياً، فالسيولة النقدية تأتي الى حضرموت من بلدان كثيرة من الهند ومن جنوب شرق آسيا - حيث عرفت حضرموت السيارة «الروزرايف» قبل ان تعرفها عدن او السعودية . حينذاك كان الملك عبدالعزيز لديه ناقة وجمل عام 5291م وعندنا في حضرموت السيارة «الروزرايف » وعرفت حضرموت الكهرباء والتلفون السلكي والحرثات والمهندسين اليابانيين، واسواق الجواهر الكريمة غالية الثمن التي لاتتواجد حينها في كل دول الخليج.
> في أي عهد من الدول الحضرمية او السلاطين كان هذا الازدهار؟!
الفترة المزدهرة كانت في 0521-0531هجرية مائة سنة، وهذه الفترة نحن سميناها الفترة الذهبية، في عهد الدولة الكثيرية والدولة القعيطية .. فتحت عدد من من الاربطة لتحصيل العلم والمكتبات العلمية والثقافية ومهرجانات سباق الخيول والجمال .
> كم الفترة التي عملت خلالها في الدولة الكثيرية؟
>> امتدت الفترة 1347-1383هجرية الى مابعد الاستقلال، وعايشت سلاطين الدولة الكثيرية وعملت سكرتيراً اعلامياً لخمسة سلاطين كان اولهم السلطان منصور بن غالب الكثيري عام 1347هـ، ثم ابنه السلطان علي بن منصور، ثم شقيقه السلطان جعفر بن منصور واحمد بن جعفر، واخيراً الحسين بن علي واذكر انه حينما حدث خلاف بين السلطان الكثيري مع احد الامراء على ولاية العهد سافرت حينها مع السلطان الكثيري الى السعودية ثم الى اسمره، واعكف حالياً على تأليف كتاب سيصدر قريباً بعنوان (في بلاط السلطنة الكثيرية) مزود بالصور والوثائق والمعاهدات التي عقدتها الدولة الكثيرية مع القبائل والسلطنات والسلطات البريطانية في عدن.
> قصر سيئون اوحصن الدويل كم استغرق فترة بنائه وكيف تم؟
>> يذكر المؤرخون أنهم ظلوا يبنونه خمسة عشر سنة نظراً للخصوصية التي يتطلبها بناء القصر من الطين - حيث كانوا كلما بنوا طابقاً او جزءاً منه تركوه لفترة طويلة يتعرض للرياح والشمس لكي تجف منه الرطوبة ويتمكن الطين من افراز أملاحه ثم بعد ذلك يتم طلاؤه بالقضاض والنورة وهذا ايضاً يحتاج فترة طويلة يتعرض للشمس . بل ان بناء القصر تم علىفترات ومراحل - اذ لم يكن القصر في المرحلة الاولى مطلياً بالقضاض او الجص وانما بالطين فقط، وكان بناء المرحلة الاولى قبل 15سنة ثم تطور بناؤه باضافة ردهات ومرافق خدمية، بل ان بوابة القصر في البداية لم تكن واسعة تسمح بدخول السيارات، وانما كانت صغيرة بحيث تستوعب دخول الجمل محملاً.
كما ان بناء القصر كان في المرحلة الاولى قد جسد فيه تشكيلات فنية بعضها يمنية وأخرى تأثير بالفن المعماري الماليزي إذ أنه يوجد لدى صور للقصر وعلى بنائه شكل النجمة السداسية والشمعدان اليهودي والهلال، لان الفن المعماري عندنا يعكس التاريخ اليمني الذي وجدت فيه الديانة اليهودية ثم المسيحية ثم الديانة الاسلامية.
> أين قامت الدولة القعيطية ؟
>> وجدت أولاً في الداخل من وادي حضرموت كدولة سرية، حيث عاد عوض بن عمر من الهند ليمد بعد ذلك الدولة القعيطية إلى ساحل حضرموت - المكلا- ووزراؤهم هم الذين فتحوا لهم المناطق والأقاليم كحسين حامد المحضار الذي فتح المكلا والشحروبروم والدولة القعيطية قامت على أنقاض الدولة الكثيرية الثانية بعدما اتى بهم السلطان الكثيري كجنود لديه- من قبائل يافع- لكن بعدما أصبحوا مماليك وقويت شوكتهم صار لهم سلطة، لكن انتهت دولتهم بقيام الدولة الكثيرية الثالثة على يد السلطان غالب بن محسن الكثيري مؤسس الدولة الكثيرية الثالثة التي انتهت بقيام ثورة 14اكتوبر عام 1963م .


عن صحيفة"26سبتمبر"

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)