موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
السبت, 30-يونيو-2007
الميثاق نت -  بروفيسور/سيف العسلي -
على الرغم من أن فخامة الأخ الرئيس ما فتئ يصر على جعل الحوار الأسلوب الوحيد لحل أي خلافات قد تنشأ بين فرقاء العمل السياسي في اليمن فإن إصراره هذا لم يقابل من بعض القوى السياسية إلا بمزيد من الزعيق. فالحوار ضروري للحصول على المعلومات الهامة الضرورية لاتخاذ القرارات السليمة. أما الزعيق فإنه يسبب الصمم الفعلي أو المعنوي (عدم فهم الأصوات المسموعة).
فمن معاني الحوار كما وردت في لسان العرب التالي: المحاورة هي المجاوبة والتحاور التجاوب. يتحاورون أي يتراجعون الكلام والمحاورة مراجعة المنطق. الحور بفتح الحاء وسكون الواو هو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء والحور بكسر الحاء وفتح الواو هو كل شيء تغير من حال إلى حال فقد حار يحور حورا. أي أن الحوار يولد الفهم وبالتالي الاتفاق.
ومن معاني الزعيق كما وردت في ذات المصدر التالي: الزعيق هو الصياح. المزعوق هو المذعور والزعق والمزعوق هو النشيط الذي يفزع من كل شيء والزاعق هو الذي يسوق الدواب ويصيح بها صياحا شديدا. الزعيق لا يمكن فهمه ولذلك فإنه يؤدي إلى انتشار الذعر والخوف وعدم الثقة.
ويمكن تفسير خلط بعض القوى السياسية بين الحوار والزعيق إلى انقراض الأول تقريبا من الثقافة العامة اليمنية وإلى انتشار الثاني ليشمل جميع مناحي الحياة. فمعظم اليمنيين يولدون على الزعيق ويعيشون معه ويموتون عليه. الزعيق يرافق معظم اليمنيين في أفراحهم وأحزانهم.
إنه حاضر في تخاطب الآباء والأمهات مع أبنائهم وعند مناقشة الزوجين لخلافاتهما الزوجية وفي فصول الدراسة وقاعاتها وفي قاعات المحاكم وفي المساجد وفي المطاعم وفي المقاهي وفي مقايل القات وفي الأسواق وفي الشوارع وفي الأعراس وحتى في المقابر.
إنه حاضر بقوة في النقاشات العامة. لقد تحولت وسائل الإعلام المختلفة من منابر للحوار إلى مصادر للزعيق. فما تنشره معظم الصحف محشو بالزعيق.
ولقد طغى الزعيق على العديد من الممارسات السياسية (الحملات الانتخابية، مناقشة القضايا العامة، الحوار بين الأحزاب والحكومة). ببساطة لقد أدمن العديد من اليمنيين الزعيق. وبذلك فقد انطبق عليهم قول الشاعر:
يحدث أن تسمع كل هذا الزعيق في رأسك
تريد الفرار
تحاول
وما فرارك في كل مرة
سوى زعيق آخر
ولذلك فقد أصبح استبدال الزعيق بالحوار قضية وطنية كبرى. ولتحقيق ذلك فإنه لا بد من تجفيف منابع الزعيق أولا وإشاعة ثقافة الحوار ثانيا. على الأسرة أن تحدد ساعة كل أسبوع للجلوس معا دون كلام, وعلى التربية أن تضيف حصة أسبوعية يجلس فيها الطلاب والمدرسون معا صامتين. وعلى أساتذة الجامعة تخصيص 15 دقيقة على الأقل أسبوعيا للتأمل والتفكير. على المخزنين تخصيص يوم في الأسبوع للتخزين الصامت. وعلى المرور أن يمنعوا استخدام أبواق السيارات لمدة أسبوع في السنة على الأقل. على وزارة الأوقاف أن ترفع شعار جعل شهر رمضان موسما لمحاربة الزعيق بحيث يحاول كل إنسان أن يصوم من الطعام والشراب والكلام أيضا. وعلى وسائل الإعلام أن تسعى لاصدار صحف شهرية كاريكاتورية فقط. وعلى الإذاعات أن تخصص أوقاتاً للموسيقى الهادئة وعلى التلفزيون أن يخصص ساعة للبث باستخدام لغة الإشارة.
ولنشر ثقافة الحوار فإنه من المناسبة توعية الجمهور بقواعد الحوار التالية:
أولا: ينبغي أن تكون وجهة نظر المتحاورين معقولة ومفهومة. أي أن تكون موضوعية وأن لا تكون متناقضة ولا أنانية ومتوازنة وقابلة للتطبيق. فبدون ذلك فلن يفهمها الآخرون.
ثانيا: ينبغي عدم اهمال أو تجاهل وجهات نظر الآخرين. فبدون ذلك فلن يكون للحوار أي معنى بل أنه سيتحول إلى زعيق. ففي هذه الحالة فلن يجد أي طرف من الأطراف ما يحفزه على فهم وجهات النظر الأخرى بل أنه قد لا يقبل الحوار أصلا.
ثالثا: ينبغي توخي الصدق قولا وفعلا. فلا فائدة من تحاور لا يلتزم أحد بنتائجه. لأنه في حال حدوث ذلك فإن التحاور سيستمر إلى الأبد ولكن بدون نتائج. فحتى في حال التوصل إلى اتفاق فإن التحاور عليه من جديد سينقضه. فلا قيمة لأي حوار في ظل نقض الالتزامات السابقة.
رابعا: ينبغي الالتزام بقواعد العدل والإنصاف. وفي مقدمة ذلك القبول بالتساوي بين المتحاورين في الحقوق والالتزامات. فلا يحق لأحد أن يطلب من غيره أكثر مما يقبل هو بالالتزام به.
خامسا: لا بد أن يكون المتحاورون مستعدين لتغيير مواقفهم إذا اتضح لهم عدم صوابيتها.
وقبل ذلك وبعده ينبغي أن يعي الجميع أهمية الحوار وأضرار الزعيق. فالحوار هو المدخل الأساسي لحل الاختلافات سلميا. أما الزعيق فهو تكريس لعدم الفهم مما يتسبب في وقوع تصرفات تفاقم الاختلافات وبالتالي تدفع بحبها إلى العنف.
عن "الثورة"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

الكيان الصهيوني المحتل.. أزمة داخلية وعزلة متزايدة
عبدالله صالح الحاج

معركة الوعي في زمن الاغتيال المعنوي
مبارك حزام العسالي

حرب عظمى بدأت في الشرق الأوسط
مطهر تقي

إسرائيل في اليمن .. ثلاثة مسارات لاستدراك الهزيمة
لقمان عبد الله

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)