موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
تحقيقات
الإثنين, 08-نوفمبر-2010
علي‮ ‬الشعباني‮ ‬ -
< لطالما أكدت اليمن رفضها للإرهاب بكل أشكاله ومكوناته وعملت جاهدة دون تهاون وبكل مصداقية على محاربته واجتثاث جذوره ومنابعه وحققت في ذلك نتائج مبهرة، في حين عجزت بعض الدول عن تحقيق ربع ما حققته اليمن، ولكن رغم تلك الجهود الجبارة مازالت هناك محاولات غربية فاشلة لوضع بلادنا وسط سيناريو الارهاب بطرق مباشرة وغير مباشرة.. ولعل حادثة الطرود المشبوهة تثبت أنهم مخطئون تماماً في كل تقديراتهم خاصة تلك التي بنوا عليها مواقفهم الاخيرة المتعلقة بمسرحية الطرود التي أثبتت حيثيات الوقائع أنها ليست سوى مشهد دراماتيكي مفضوح، فالضجة‮ ‬الإعلامية‮ ‬التي‮ ‬شهدتها‮ ‬معظم‮ ‬وسائل‮ ‬الاعلام‮ ‬وعلى‮ ‬مدى‮ ‬أيام‮ ‬وكانت‮ ‬تصور‮ ‬اليمن‮ ‬على‮ ‬أنه‮ ‬مصدر‮ ‬للإرهاب‮ ‬يهدد‮ ‬أمن‮ ‬العالم‮ ‬واستقراره،

قد انعكست على مفتعلها وانقلب السحر على الساحر، فبمجرد معرفة المتطرفين والإرهابيين الحقيقيين وعصابات المافيا بحادثة الطرود فتحت شهيتهم لتنفيذ أعمال إرهابية، ولكن ليس على طائرات أو محطات قطارات بل على المكاتب السياسية والسفارات الدبلوماسية الأكثر تحصيناً وأمناً فهرعوا الى إرسال عشرات إذا لم نقل مئات الطرود المفخخة الى كل مكان، ففرنسا وألمانيا وهولندا وبريطانيا واليونان وغيرها شهدت هلعاً لم تعرف له مثيلاً على الاطلاق نظراً لوصول طرود مفخخة الى السلطات الرسمية لديها البعض منها انفجر والبعض تم إبطاله.
ولكن‮ ‬كل‮ ‬تلك‮ ‬الأعمال‮ ‬وعلى‮ ‬الرغم‮ ‬من‮ ‬خطورتها‮ ‬إلاّ‮ ‬أنها‮ ‬لم‮ ‬تحظََ‮ ‬بالتهويل‮ ‬والضجة‮ ‬الإعلامية‮ ‬التي‮ ‬حظي‮ ‬بها‮ ‬طردا‮ ‬لندن‮ ‬ودبي‮ ‬لأنها‮ ‬طبعاً‮ ‬ليست‮ ‬قادمة‮ ‬من‮ ‬اليمن‮!!‬
وهنا‮ ‬يفرض‮ ‬السؤال‮ ‬التالي‮ ‬نفسه‮: ‬ماذا‮ ‬يريد‮ ‬الغرب‮ ‬من‮ ‬اليمن؟‮ ‬وهل‮ ‬هو‮ ‬شريك‮ ‬ومساند‮ ‬لليمن‮ ‬في‮ ‬حربه‮ ‬ضد‮ ‬الإرهاب‮ ‬أم‮ ‬أنه‮ ‬مصدر‮ ‬الإرهاب‮ ‬وسببه‮ ‬كما‮ ‬يزعمون؟
إن قراءة متعمقة ومستفيضة لحادثة الطرود وما أعقبها من مواقف غربية غريبة تضعنا أمام محورين رئيسيين الأول: ان بعض الدول الأوروبية التي هرعت الى معاقبة اليمن بشكل جماعي لم تدرك حجم الخطر الذي يمثله الإرهاب عليها أولاً ولأنها أغبى وأضعف من قدرتها على مواجهة الإرهاب،‮ ‬فهي‮ ‬لا‮ ‬تحكم‮ ‬الا‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬قالته‮ ‬وسائل‮ ‬الإعلام،‮ ‬لذلك‮ ‬تشجع‮ ‬القاعدة‮ ‬والعصابات‮ ‬الارهابية‮ ‬الدولية‮ ‬على‮ ‬تنفيذ‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬الجرائم‮.‬
أما المحور الثاني فهو أصعب من السابق لأنه يضع تلك الدول في قفص الاتهام بدعم الإرهاب وتشجيعه بطريقة غير مباشرة بدلاً من محاربته والقضاء عليه.. وإلا لماذا تطالب بعض الدول اليمن بمحاربة الإرهاب وهي أول من يتخلى عنه.. فكيف يمكن تفسير مواقفها الاخيرة المتعلقة بإيقاف الشحن والرحلات الجوية المباشرة من اليمن وتحذير رعاياها والتلكؤ المتواصل بعدم تسليم تعهداتها المالية التي التزمت بها في مؤتمر لندن للمانحين والتي مازالت حبراً على ورق، وهنا تحديداً يجدر الاشارة الى أن القيادة السياسية لبلادنا ترفض رفضاً قاطعاً أي املاءات‮ ‬أو‮ ‬تدخلات‮ ‬خارجية‮ ‬على‮ ‬اليمن‮ ‬وتواصل‮ ‬الحرب‮ ‬دون‮ ‬هوادة‮ ‬ضد‮ ‬الإرهاب‮ ‬باعتباره‮ ‬قضية‮ ‬تهم‮ ‬اليمن‮ ‬أولاً‮ ‬وصون‮ ‬السمعة‮ ‬وآلاف‮ ‬الدوليين‮.‬
إن التمعن في أيديولوجية الإرهاب والتطرف وأسباب تناميه وتزايد عناصره يوماً بعد يوم في العالم، يكشف لنا عن أحد أهم الدوافع التي تزيد من حدة الاعمال الارهابية، ألا وهو الفقر اضافة الى أعمال بعض الدول الغربية ومواقفها السياسية تجاه البلدان وقضايا شعوب المنطقة.
ولهذا‮ ‬فإن‮ ‬الغرب‮ ‬أمام‮ ‬خيارين‮ ‬لا‮ ‬ثالث‮ ‬لهما‮ ‬الاول‮ ‬إما‮ ‬أن‮ ‬يضعوا‮ ‬أيديهم‮ ‬بيد‮ ‬النظام‮ ‬والقانون‮ ‬

والشرعية في بلادنا لمحاربة الإرهاب واجتثاث جذوره ومنابعه عن طريق استراتيجية متكاملة تبدأ أولاً بالاقتصاد، فالعالم بأسره يعي أن معضلة الارهاب في اليمن تنطلق من منطلقات اقتصادية وتنموية وفكرية، وعليه بهذا الخيار ان يكون صادقاً مع بلادنا وينسى أية فكرة أو مشاريع سياسية في المنطقة، والمساهمة بإيجابية في تدوير عجلة التنمية والاقتصاد دون خوف أو قلق، فبدلاً من تحذير رعاياهم وسفاراتهم وحظر السفر الى اليمن، وكذا وقف الرحلات الجوية يجب أن يشجعوا رؤوس الأموال في بلدانهم وشركاتهم السياحية للقدوم إلى اليمن وأن يفوا بالتزاماتهم‮ ‬وتعهداتهم‮ ‬التي‮ ‬أعلنوها‮ ‬في‮ ‬مؤتمر‮ ‬المانحين‮.. ‬وهو‮ ‬الخيار‮ ‬الأفضل‮ ‬والأمثل‮.‬
أما الخيار الثاني فهو الاستمرار في ذات السياسة الرعناء التي تستهدف من ورائها تحقيق مكاسب سياسية واستعمارية في المنطقة، فالتصعيد لا ينتج عنه الا العنف والتأزيم، والاستعلاء هو داء الشعوب ومرضها العضال الذي بسببه ستتحول بلادنا الى كرة نارية تتدحرج وتزداد حجماً‮ ‬حتى‮ ‬تطال‮ ‬عواصم‮ ‬الدول‮ ‬الكبرى،‮ ‬وعندها‮ ‬لن‮ ‬تجني‮ ‬تلك‮ ‬الدول‮ ‬لا‮ ‬عنب‮ ‬اليمن‮ ‬ولا‮ ‬نفط‮ ‬الخليج‮.‬
فاليمن هو صمام أمان المنطقة ودرعها الحصين الذي يدرأ عنها الانهيار والوقوع في فخ التطرف، فهو البلد الديمقراطي المنفتح مع كل التحولات العالمية المتعلقة بتعزيز قيم حقوق الانسان وحرية التعبير والانتماء السياسي والأكثر قابلية عن غيره لتطورات العولمة والثقافات الانسانية،‮ ‬لكنه‮ ‬ايضاً‮ ‬البلد‮ ‬الأكثر‮ ‬تعقيداً‮ ‬ورفضاً‮ ‬للثقافة‮ ‬الفاشية‮ ‬والاستعمارية‮ ‬الجديدة‮ ‬التي‮ ‬تحاول‮ ‬بعض‮ ‬البلدان‮ ‬تصديرها‮ ‬الى‮ ‬بلادنا‮ ‬بمعية‮ ‬أوراق‮ ‬وشيكات‮ ‬المنح‮ ‬والمساعدات‮ ‬الضئيلة‮.{‬


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

الكيان الصهيوني المحتل.. أزمة داخلية وعزلة متزايدة
عبدالله صالح الحاج

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)