موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
منوعات
السبت, 15-أغسطس-2009
الميثاق نت -   الميثاق نت - متابعات -
حين ضاقت سبل العيش به، توجه إلى شاطئ البحر القريب من بيته يشكو له سوء حاله، فأهداه البحر بعضا من أصدافه ورماله وفكرة جديدة سطعت في رأسه وبدأ في تنفيذها على الفور لعله يجد طريقا للخلاص من الديون المتراكمة وسوء الحال ويعثر على لقمة عيش في ظل هذا الحصار المطبق على غزة. محمد عبد الجواد (أبو طه) يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما وهو أب لطفلتين من سكان مدينة رفح وبالتحديد في حي السلام في جنوب قطاع غزة المحاصر، ولا يزال في نفس الوقت طالباً جامعيا حيث يدرس في كلية التنمية الاجتماعية، يبدأ في الحديث عن الدافع لهذا العمل فيقول: «بعد أن ضرب الحصار على غزة بدأت أبحث عن عمل لي وتركت الجامعة لفترة وكان همي الأول هو رزقي أنا وزوجتي وطفلتي الصغيرتين، خاصة أن لا معيل لنا ولا يوجد لدي أي مدخرات، وقررت أن أصنع التحف من الأصداف والرمال المتواجدة على الشاطئ فبدأت أشتري المادة الخام وهي قطعة الفخار أو الآنية مثل الزير والقلة والإبريق، وأقوم بعدة خطوات من العمل الفني الجميل عليها حتى تنتج في النهاية تحفة جميلة وفي متناول الجميع».
يشرح عبد الجواد خطوات عمله حيث يقول: «في البداية أقوم بعملية صنفرة على السطح الخارجي للآنية الفخارية لأن سطحها يكون أملسا لدرجة أنه لا يمكن أن تثبت عليه الألوان ولا الغراء «المادة اللاصقة» وأيضا لتنظيفها من الغبار والنتوءات الزائدة الفخارية والتي نستطيع لمسها باليد، ثم أستخدم آلة اللصق الكهربائية وهي على شكل مسدس صغير حيث أقوم بتوزيع المادة اللاصقة بسرعة على السطح الخارجي ثم أقوم برش الأصداف التي أجمعها من شاطئ البحر وأقوم بتكسيرها إلى قطع صغيرة جدا وهذا الأمر متعب ومرهق بالنسبة لي ويحتاج إلى وقت كبير، وفي أثناء ذلك أكون قد أضفت له بعض الألوان أو أكتفي بلونه الطبيعي، ومن الممكن أن أكتب بألوان الطلاء أي عبارات أريدها لمناسبات كثيرة». ويضيف أن «عملية تغطية السطح الخارجي للآنية الفخارية بالأصداف المتكسرة والمخلوطة برمال الشاطئ الجافة تحتاج لسرعة قبل أن يجف الغراء وأيضا لدقة حتى لا تكون هناك مناطق مشبعة أخرى فارغة فيكون السطح غير مستو، لافتا إلى إمكانية أن يقوم بإلصاق بعض الورود الصناعية على جوانب القطعة الفخارية. وعن الخامات التي يستخدمها، يقول أستخدم قطع الكرتون المقوى فأصنع منها أشكالا على شكل صناديق وأزينها من الخارج لتستخدم في حفظ الهدايا والاكسسوارات، وكذلك على شكل بيوت صغيرة من القرميد، وأستخدم الحصى الملون لتجميل السطح الخارجي للبيت، وكذلك أصنع أشكالا فنية على شكل سفينة وغيرها».

فرز الأصداف

يشير عبد الجواد إلى أن عملية فرز الأصداف تحتاج لوقت طويل ما دفع زوجته إلى مساعدته، ويضيف: «أستخدم الأصداف الصغيرة لصنع الورود والحلزونية لصنع أشكال من العصافير، والكبيرة أستخدمها لصنع السفن حيث ألصقها بواسطة أسياخ صغيرة من الحديد مثل تلك المستخدمة في الشواء حيث أغطيها بورق الألمونيوم وأقوم بلصق الأصداف الكبيرة عليها حتى تأخذ شكل السفينة وأزينها بالورد الصناعي وقد أستخدم بعض القماش لصنع الشراع وبعض الألعاب البلاستيكية الصغيرة على شكل ركاب في السفينة حتى تكون أقرب تجسيدا للواقع». ويبين عبد الجواد أن الصدف يحتاج إلى نخل لتنقيته من الرمل، وعن ذلك يقول:»أضع الصدف في غربال لتنظيفه جيدا وأحيانا أقوم بغسله وتركه ليجف لأن هناك بعض الأصداف تكون ملوثة باللون الأسود الناتج عن المخلفات البترولية للسفن والقوارب ما يشوه مظهرها، وهناك مادة خاصة أقوم برشها على الصدف حتى أمنحها اللون اللامع وليس اللون الباهت ويعمل على حمايتها من الكسر، في بعض الأحيان أشتري الأصداف المكسرة ولكنها تكون مرتفعة الثمن وألجأ إلى شرائها عندما تكون هناك طلبية مستعجلة» . وعن المدة التي يستغرقها في العمل، يقول عبد الجواد: «في البداية كنت أحتاج لساعتين من العمل المتواصل لإنتاج تحفة واحدة ولكني بالكثير من الممارسة ومساعدة زوجتي حيث تساعدني في تهشيم الحصى والأصداف إلى قطع صغيرة ليمكن رشها فوق الغراء، فأنا أصبحت قادرا على إنتاج أربع قطع دفعة واحدة خلال ساعتين».
إقبال جيد
عن إقبال الناس على شراء التحف التي يصنعها يقول عبد الجواد: «يشتريها الناس في غزة ويهدونها لبعضهم البعض في المناسبات بسبب الحصار، فلم تعد هناك تحف مستوردة ولا أوان خزفية أو زجاجية كالسابق ولو توافرت فهي مرتفعة السعر بالإضافة إلى أن الناس يحبون العبارات التي أكتبها على هذه التحف والتي تأخذ طابع الخصوصية، ويحتفظون بها كتذكارات في بيوتهم. ويتمنى عبد الجواد أن يكمل دراسته الجامعية وأن يتوسع في مشروعه ويجد من يساعده لبيع إنتاجه، خاصة أنه يضعه في محل صغير للغاية في أضيق أماكن مدينة رفح، ولكنه يعتقد أن مشروعه سيجد اقبالا لو توافرت له الدعاية المناسبة وأصبح بإمكانه عرض إنتاجه في أماكن أخرى من القطاع أو حتى تصديرها إلى محافظات الوطن المجاورة مثل الضفة الغربية ولكنه كما يقول: «يبقى الحصار هو محطم الأحلام الأول والأخير».
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "منوعات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

الكيان الصهيوني المحتل.. أزمة داخلية وعزلة متزايدة
عبدالله صالح الحاج

معركة الوعي في زمن الاغتيال المعنوي
مبارك حزام العسالي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)